الكاتب : رعد التميمي
جريمة سرقة آثار العراق لا تستهدف بلاد الرافدين وحضارته فقط بل تستهدف النيل من الحضارة الإنسانية جمعاء ، فما قدمته هذه الحضارة العراقية القديمة من إرث تنويري لبقية الحضارات جدير بالاهتمام والبحث والاكتشاف والتقييم
الاثار العراقية التي تعود الى العصور القديمة وتعد من التحف ذات القيمة الجمالية والفنية والمادية العالية، تعرضت وكما يقول بعض الخبراء للعديد من الاخطار والسرقات والتي ازدادت بشكل كبير بعد عام 2003، حيث تعرضت هذه الكنوز المهمة وكما تنقل بعض المصادر، لعمليات سرقة كبيرة ومستمر وتم تسريب العديد منها سواء من قبل مهربي الاثار أو من قبل الوحدات العسكرية الأجنبية التي تمركزت في المناطق الآثارية أو قرب مواقع وجود تلك الاثار سواء في المتاحف او في المخازن المعدة للحفظ.
ومن جانب آخر فإن عملية سرقة ونهب الآثار وتدمير التراث ليست حالة جديدة، فكل البعثات الآثارية التي نقبت في العراق لعبت هذا الدور، وتشهد على ذلك صناديق البعثات الإيطالية والألمانية والإنكليزية والفرنسية المخزونة في مخازن المتحف، وكل منها يحمل أرقامًا متحفية (كود) خاصةً بها.
ويرى بعض المراقبين ان اخطر مرحلة كانت بعد استيلاء تنظيم داعش الارهابي على بعض المناطق والمدن العراقية المهمة، حيث سعى هذا التنظيم الارهابي الى تدمير وسرقة الاثار والكنوز العراقية، التي اصبحت من اهم مصادر التمويل لهذا التنظيم، وقد أكدت بعض التقارير الخاصة ان تنظيم داعش يحصل اليوم على ملايين من الدولارات من خلال سرقته وبيع للكنوز الأثرية في العراق وسوريا، ويقدر البعض ان ما يكسبه التنظيم عن طريق بيع القطع الأثرية المسروقة يتجاوز الـ(100 مليون دولار سنويا).
15 الف قطعة آثاريه سرقت من العراق، يضاف الى ذلك استمرار عمليات السرقة والتهريب واخفاء هذه الكنوز التي من الصعب العثور عليها في الوقت الحاضر، وقد عثر وبحسب بعض المصادر الاعلامية على ما يقارب من 2000 قطعة آثار مسروقة في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى 700 قطعة في الاردن و200 قطعة في سوريا كما عثر على عدد آخر من القطع في فرنسا وسويسرا وغيرها من الدول الاخرى.